شـــيء مـــن اللغــة .. ولا تقربا هــذه الشجـــرة
الكلمة الأولى (ولا تقربا) فعل مضارع يفيد الحسم والجزم في الطلب، وكل فعل سبق بلا الناهية يجزم اما بالسكون واما بحرف ينوب عنها، ولكن الفائدة من مثل هذه العبارات انها للجزم والطلب الجازم الذي لا ترد فيه، أي يجب ان لا يقترب آدم وحواء من تلك الشجرة التي نهى الله تعالى عنها، وان خالفتما أمري تقع عليكم تبعات الخلاف والاثم. اذا نقول في تركيب العبارة القرآنية (ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا) ان الفعل المضارع مجزوم بلا الناهية، وقد حذفت النون لانها علامة الاعراب، أو كما يقولون لأنها من الافعال الخمسة وأما فتكونا فتحذف النون أيضا ونصبت المضارع تكونا، وذلك بالغاء السببية، وعلامة نصب هذه الافعال حذف نونها. هذا هو الاعراب الذي يتعلق بشكل العبارة وحركاتها الاعرابية، يرون ان الغاء حرف ناصب. وثمة اعراب آخر او شكل آخر للعبارة هو: اعتبار الغاء حرف عطف، فيؤدي التركيب حينئذ الى العبارة الثالثة: لا تقربا هذه الشجرة ولا تكونا ظالمين، أي جزمنا الفعل الاول بالاداة (ولا) وجزمنا الفعل الثاني بالعطف، فيكون المعنى: ولا تقربا ولا تكونا، فكما نهيت في الاول تنهى في الثاني. عرفنا المعنى عندما يكون الاول مجزوما وعندما يكون الثاني مجزوما، كأن العبارة تتضمن نهيين لا تقربا ولا تكونا، فكيف يكون المعنى عندما يكون الاول طلبا جازما والثاني مضارعا منصوبا بحذف النون؟ الاول مجزوم بلا الناهية والثاني منصوب بالغاء السببية؟ المعنى: لا تقرب يا آدم أنت ولا زوجك هذه الشجرة، لأن القرب من هذه الشجرة يؤدي الى الظلم، فكأنه سبحانه وتعالى وضع أمام آدم وزوجه حقائق، وبين لهم معلومات مهمة عن طبيعة عيشهما في الجنة، وجعل لآدم حرية التصرف ان شاء أكل وان شاء ترك، وهكذا يصبح معنى الجملة الاولى التي اعتبرت فيها الفاء عاطفة يصبح معناها الزجر ثم الزجر، البعد ثم البعد عن الشجرة وعن الظلم، وأما معنى الجملة الثانية التي اعتبرت فيها الفاء سببية ناصبة يؤشر الى معارف وحقائق وعلى الانسان أن يأخذ بالتصرف الصحيح. إن للكلمة اثراً وللحرف اثراً وللتركيب أثراً.
الكلمة الأولى (ولا تقربا) فعل مضارع يفيد الحسم والجزم في الطلب، وكل فعل سبق بلا الناهية يجزم اما بالسكون واما بحرف ينوب عنها، ولكن الفائدة من مثل هذه العبارات انها للجزم والطلب الجازم الذي لا ترد فيه، أي يجب ان لا يقترب آدم وحواء من تلك الشجرة التي نهى الله تعالى عنها، وان خالفتما أمري تقع عليكم تبعات الخلاف والاثم. اذا نقول في تركيب العبارة القرآنية (ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا) ان الفعل المضارع مجزوم بلا الناهية، وقد حذفت النون لانها علامة الاعراب، أو كما يقولون لأنها من الافعال الخمسة وأما فتكونا فتحذف النون أيضا ونصبت المضارع تكونا، وذلك بالغاء السببية، وعلامة نصب هذه الافعال حذف نونها. هذا هو الاعراب الذي يتعلق بشكل العبارة وحركاتها الاعرابية، يرون ان الغاء حرف ناصب. وثمة اعراب آخر او شكل آخر للعبارة هو: اعتبار الغاء حرف عطف، فيؤدي التركيب حينئذ الى العبارة الثالثة: لا تقربا هذه الشجرة ولا تكونا ظالمين، أي جزمنا الفعل الاول بالاداة (ولا) وجزمنا الفعل الثاني بالعطف، فيكون المعنى: ولا تقربا ولا تكونا، فكما نهيت في الاول تنهى في الثاني. عرفنا المعنى عندما يكون الاول مجزوما وعندما يكون الثاني مجزوما، كأن العبارة تتضمن نهيين لا تقربا ولا تكونا، فكيف يكون المعنى عندما يكون الاول طلبا جازما والثاني مضارعا منصوبا بحذف النون؟ الاول مجزوم بلا الناهية والثاني منصوب بالغاء السببية؟ المعنى: لا تقرب يا آدم أنت ولا زوجك هذه الشجرة، لأن القرب من هذه الشجرة يؤدي الى الظلم، فكأنه سبحانه وتعالى وضع أمام آدم وزوجه حقائق، وبين لهم معلومات مهمة عن طبيعة عيشهما في الجنة، وجعل لآدم حرية التصرف ان شاء أكل وان شاء ترك، وهكذا يصبح معنى الجملة الاولى التي اعتبرت فيها الفاء عاطفة يصبح معناها الزجر ثم الزجر، البعد ثم البعد عن الشجرة وعن الظلم، وأما معنى الجملة الثانية التي اعتبرت فيها الفاء سببية ناصبة يؤشر الى معارف وحقائق وعلى الانسان أن يأخذ بالتصرف الصحيح. إن للكلمة اثراً وللحرف اثراً وللتركيب أثراً.