الحياة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الحياة


أهـلاً وسهـلاً بكَ يـا زائر فى منتدى الحياة


    التحذير من الاعتزاز بالدنيا

    البدر العمودي
    البدر العمودي
    مشرف قسم
    مشرف قسم


    ذكر
    عدد الرسائل : 237
    رقم العضوية : 5
    مزاجك اليوم : التحذير من الاعتزاز بالدنيا 3110
    هوايتك : التحذير من الاعتزاز بالدنيا Riding10
    مهنتك : التحذير من الاعتزاز بالدنيا Accoun10
    الاوسمة : التحذير من الاعتزاز بالدنيا 1410
    دعاء : التحذير من الاعتزاز بالدنيا 15781610
    تاريخ التسجيل : 09/04/2008

    شكل التحذير من الاعتزاز بالدنيا

    مُساهمة من طرف البدر العمودي الثلاثاء يونيو 03, 2008 5:57 pm

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال الله تعالى((يَأَيُّهَاالَّذِينَ ءَامَنُوالاَتُلهِكُم أَموَ1لُكُم وَلاَ أُولَدٌكُم عَن ذِكرِاللهِ وَمَن يَفعَل ذَ1لِكَ فَأُولئِك هُمُ الخِسِرُونَ)َ9)وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقنَكُم مِّن قَبلِ أَن يَأتِىَ أَحَدَكُمُ المَوتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَولاَ أَخَّرتَنىِ إِلى أَجَلٍ قَريبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مّنَ الصَّلِحِينَ(10)وَلَن يُؤَخِّرَاللهُ نَفساً إَذَا جاَءَ أَجَلُهَا وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعمَلُونَ(11)(سورة المنافقون,)

    وفي كتاب الترمذي قال النبي صلى الله عليه وسلم
    ((أكثروا ذكر هازم اللذات الموت))
    وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
    ((ما حق امرىء مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده))وفي رواية مسلم ((يبيت ثلال ليال))قال ابن عمر رضي الله عنهماما مرت عليَّ ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذالك إلا وعندي وصيتي.
    وفي صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال((أخذرسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي وقال:كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وعدّنفسك من أصحاب القبور))أي لا تركننّ إليها ولا تتخذهاوطناً ولا تحدث نفسك بطول البقاء فيها ولا بالاعتناء بها ولا تتعلق منها بما لا يتعلق به الغريب في غير وطنه.لا تشتغل فيها بما لا يشتغل به الغريب الذي يريد الذهاب إلى اهله,وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ,وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك.
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم((اثنتان يكرهماابن ادم يكره الموت والموت خير للمؤمنين من الفتنة ويكره قلة المال وقلة المال اقل للحساب)).
    وقال حاتم الأصم:لكل شيء زينة وزينة العبادة الخوف وعلامة الخوف قصر الأمل.

    وقيل للحسن ألا تغسل قميصك فقال الأمر أعجل من ذلك.
    إعلم أنه يسن لكل واحد من المكلفين إكثار ذكر الموت وينبغي أن يستعد له بالتوبة إلى الله تعالى ورد المظالم والمريض أكد لأنه يرق به قلبه ويخاف فيرجع عن المظالم ويقبل على الطاعات.
    واعلم أن بني ادم طائفتان طائفة نظروا إلى شاهد خيال الدنياوتمسكوا بتأميل العمر الطويل ولم يفكروا في النفس الأخير,وطائفة عقلاء جعلوا النفس الأخير نصب أعينهم لينظروا ماذا يكون مصيرهم,وكيف يخرجون من الدنيا ويفارقونها وإيمانهم سالم وما الذي ينزل معهم من الدنيا في قبورهم وما الذي يتركونه لأعدائهم ويبقى عليهم وباله ونكاله وهذه الفكرة واجبة على كافة الخلق وهي على الملوك وأهل الدنيا أوجب لأنهم كثيراً ما أزعجوا قلوب الخلق وأدخلوا في قلوبهم الرعب فإن الحقِّ تعالى ذكره ملاكاً يعرف بملك الموت لا مهرب لأحد من مطالبته ونشبته وكل موكلي الملوك يأخذون جعلهم ذهباً وطعاماً.وهذا الوكيل لا يأخذ سوى الروح جعلاً وسائر موكلي السلاطين تنفع عندهم الشفاعة وهذا الموكل لا تنفع عنده شفاعة شافع وجميع الموكلين يمهلون من يوكلون به اليوم والساعة وهذا الموكل لا يمهل نفساً واحداً.




    ويروى أنه كان ملك كثير المال قد جمع مالاً عظيماً واحتشد من كل نوع خلقه الله تعالى من متاع الدنيا ليرفه نفسه ويتفرغ لأكل ما جمعه,فجمع نعماً طائلة وبنى قصراً عالياً مرتفعاً سامياً يصلح للملوك والأمراء والأكابر والعظماء وركَّب عليه بابين محكمين وأقام عليه الغلمان والأجلاد والحرسة والأجناد والبوابين كما اراد وأمر بعض الأنام أن يصطنع له من أطيب الطعام وجمع أهله وحشمه وأصحابه وخدمه ليأكلوا عنده وينالوا رفده,وجلس على سرير مملكته واتكأ على وسادته وقال يا نفس قد جمعت أنعم الدنيا بأسرها فالأن أفرغي لذلك وكلي هذه النعم مهنأة بالعمر الطويل,

    والحظ الجزيل,فلم يفرغ مما حدث نفسه حتى أتى رجل من ظاهر القصر عليه ثياب خلقة ومخلاته في عنقه معلقة على هيئة سائل يسأل الطعام فجاء وطرق حلقة الباب طرقة عظيمة هائلة بحيث تزلزل القصر وتزعزع السرير وخاف الغلمان ووثبوا إلى الباب وصاحوا بالطارق وقالوايا ضيف ما هذا الحرص وسوء الأدب اصبر إلى أن نأكل ونعطيك مما يفضل,فقال لهم قولوا لصاحبكم ليخرج إلىّ فلي إليه شغل مهم وأمر ملم فقالوا له تنح أيها الضيف من أنت حتى نأمر صاحبنا بالخروج إليك,فقال:أنتم عرِّفوه ما ذكرت لكم فلما عرَّفوه قال هلا نهر تموه وجردتم عليه وزجرتموه ثم طرق حلقة الباب أعظم من طرقته الأولى فنهضوا من أما كنهم بالعصي والسلاح وقصدوه ليحاربوه فصاح بهم صيحة وقال:الزموا اماكنكم فأنا ملك الموت وطاشت حلومهم وارتعدت فرائضهم وبطلت عن الحركة جوارحهم فقال الملك قولوا له ليأخذ بدلاً مني وعوضاًعني فقال مااّخذ إلا روحك ولا اتيت إلا لأجلك لأفرق بينك وبين النعم التي جمعتها والاموال التي حويتها وخزينتها فتنفس الصعداء وقال لعن الله هذا المال الذي غرني وأبعدني ومنعني من عبادة ربي وكنت أظن أنه ينفعني فاليوم صار حسرتي وبلائي وخرجت صفر اليدين منه وبقي لأعدائي فأنطق الله تعالى المال حتى قال لأي سبب تلعنني العن نفسك فإن الله تعالى خلقني واياك من تراب وجعلني في يدك لتتزود بي إلى أخرتك وتتصدق بي على الفقراء وتزكي بي على الضعفاء ولتعمر بي الربط والمساجد والجسور والقناطر لأكون عوناً لك في اليوم الأخر جمعتني وخزنتني وفي هواك أنفقتني ولم تشكر حقي بل كفرتني فالأن تركتني لأعدائك وأنت بحسرتك وبلائك فأي ذنب لي فتسبني وتلعنني,ثم إن ملك الموت قبض روحه قبل أكل الطعام فسقط على سريره صريع الحمام:







    تجهز إلى ألاجداث ويحك والرمس

    جهازاً من التقوى لأطول ما حبس

    فإنك لا تدري إذا كنت مصبحاً
    لأحسن ما ترجو لعلك لا تمسي

    سأتعب نفسي كي أصادف راحة
    فإن هوان النفس أكرم للنفس

    وأزهد في الدنيا فإن مقيمها
    كظاعنها ما أشبه اليوم بلأمس




      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 1:58 pm